كواليس صحراوية : اسليمان العسري
وأنا أتصفح جرائدنا الإلكترونية المحلية والجهوية لفت انتباهي تصدر صفحاتها لخبر توقيع وثيقة من غالبية أعضاء المجلس بضرورة عقد دورة استثنائية والصادرة في ثاني غشت من الشهر الجاري والمُوقعة من طرف مكتب الضبط التابع للجماعة في التاسع منه، وأردت مشاركتكم تفاعلي وقراءتي المتواضعة لشكلها ومضمونها، كمواطن ابن الإقليم يبتغي تنميتها وإعادة تأهيلها نحو غد أفضل كما جميع الغيورين.
فمن الجانب الأول راعني شكلها وعدم احترامها لعناصر كتابة الطلب كما يتم تدريسه في إحدى حصص مادة الإنشاء لتلامذة المستوى السادس الابتدائي، فبرغم أسطر الطلب القليلة جدا والمختصرة وهذا شيء محبذ جدا، إلا أن أخطاء رسم الكلمات طغى بشكل لافت (رائس، لمدة، المشاره، بإنعقاد، رذاءت، الامضاءات…بدل رئيس، للمادة، المشار، بانعقاد، رداءة، الإمضاءات…) وهذا انطباع كاف عن مستوى منتخبينا المعرفي والثقافي والمفاهيمي وعجزهم عن تحرير وثيقة عادية لا يتجاوز كتابتها عند تلميذ مدة نصف ساعة وبأقل عدد ممكن من الأخطاء، دون الحديث عن الوسخ (عفوا التسويد) الذي زيّن وثيقة الخلاص هاته، ولا عن تنظيم الكتابة (تارة للأعلى وأخرى للأسفل) مما يدل على أنها كُتبت بيد مرتعشة شاردة، وحسب المعاينة المركزة فقد خطتها يد أحد الثلاثة الموقعين أسفلها في السطر الأفقي الأول، أما كتابة الأسماء والتوقيعات توحي بأن القوم في حالة اعتقال بأحد المخافر الأمنية، والنتيجة أن الوثيقة المذكورة شكلا ستحجِّم وتقزِّم كثيرا من مستوى المواطنين المعرفي والذين انتخبوا هؤلاء إن اطلعت عليها السلطات المحلية.
أما مضمونها وهو الأهم النقط الفريدة كما جاء في الوثيقة (الإنارة والنظافة) وحسب علمي وخبرتي الضعيفة جدا بأن الأمر لا يتطلب هذه الهالة الإعلامية وإثارة هيجان الذباب الإلكتروني فيكفي التواصل مع مسؤولي الجماعة عن النظافة والإنارة قصد التنبيه والاحتجاج و(كفى المؤمنين شر القتال)، وإلا فالأمر الخفي أكبر من ذلك كما يروج أو يُروّج له على أن الرئيس دون مستوى التسيير ومتفرد بالقرارات ومهمش للطاقات (طلع تاكل الكرموس نزل شكون گالها ليك) على طريقة ڨار كرة القدم الحديثة، وهنا نطرح السؤال ما ذنب ساكنة الطنطان؟ إن ثبت وجود تقاطع مصالح، وتصفية حسابات، والرغبة في امتيازات مادية، إن لم تفندوا ما سبق للرأي العام وتوضحوا بأن الأمر يتعلق بانقلاب أبيض على الرئيس وتقدموا لنا الرئيس المنتظر (ملهم ومخلص الطنطان من الفساد وإيقاف عجلة التنمية، والله يسخر، لن نزيدكم إلا دعما وتصفيقا، شريطة ألا يكون من ذوي السوابق، سوابق النهب، والاستحواذ، وتهميش المدشر، وتجميد المشاريع، وتجويع المواطن مقابل تعليف الاعضاء…)، لكن ما لن يرحمه التاريخ هو أنكم سطرتم فعلا وثيقة فريدة (وثيقة الخلاص).
عذراً التعليقات مغلقة