إثـارة اسـم “الطنطـان” في أحد الستيكومـات الرمضانيـة المغربيـة يثيـر جـدلا

Devlop Design7 أبريل 2023آخر تحديث :
إثـارة اسـم “الطنطـان” في أحد الستيكومـات الرمضانيـة المغربيـة يثيـر جـدلا

كواليس صحراوية : اسليمان العسري

خلّف ذكر الطنطان في أحد الستيكومات التي تبث في شهر رمضان الجاري على إحدى القنوات التلفزية الفضائية بالمغرب ردود فعل قوية لدى مجموعة من الفايسبوكيين، مدافعة طبعا عن المدينة بعفوية أو غيرها، إلا أن رأيي صراحة يستقر في كون المحمدين، الممثل الخياري بقوله (واش نتا لي باغي تاخد القرار بلا بيا  واش أنا في طانطان)، وقبله السياسي والمحامي الزياني معلقا على محاولة انتحار بالعاصمة (هاذي الرباط هاذي ماشي طانطان) وغيرهم كثر لا يحملون غلّا أو تهكّما أو سخرية على الحبيبة الطنطان، بقدر ماهو تسليط الضوء على مناطق مهمشة بواقع حاضر بئيس عمرانيا وثقافيا وسياسيا واجتماعيا…، وماض قوي من جانب التاريخ النضالي وفكر رجالاتها السياسي والثقافي تشهد عليه الاعتقالات المفرطة في زمن ما، دون الحديث عن ثرواتها البحرية والباطنية والطبيعية. وكما يقال (ربّ ضارّة نافعة)، فلعل استحضار اسم المدينة بين الفينة والأخرى، دليل كاف على أن البلدة حاضرة بقوة كيفما كان زمان ومكان وحدث ودافع الذِّكر، وفرصة لنفض الغبار عن التهميش والتغييب الّذيْن طالا هاته المناطق سواء عن قصد أو سواه، فـ(محمد الزياني) جاء سياق ذكره لاسم الطنطان في إحدى محاولات الانتحار بالرباط لإماطة اللثام عن واقع الطنطان المعيشي والاجتماعي الذي يرزح تحت وطأته مواطنون بؤساء وبلدة مقهورة، ملخصا بأن دوافع الانتحار سببها الرئيس الظروف الاجتماعية للمقبلين عليه، أما (محمد الخياري) في سيتكوم رمضان الحالي (ديرو النية) فقد عبّر علانية على أن اتخاذ القرار ينحصر فقط على أولئك المتواجدين بالدائرة الضيقة القريبة من مصدر القرار مغيٌّبا بذلك خارجي الدائرة عن المشاركة في القرار، وهو أمر جلي وواضح، ويظهر بشكل أعمق في صنع القرار من قبل ممثلي المناطق المهمشة داخل قبة البرلمان.
أعتقد ختاما بأن الضجة تخدم الطنطان ومن خلاله باقي المناطق المنكوبة، ومن الضروري شكر أولئك الذين يستحضرون اسم الطنطان ولو تهكما، عسى أن يتم إيقاظ مسؤوليه من سباتهم الكهفي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة