كواليس صحراوية : اسليمان العسري
الحلقـة العاشـرة : المنـدوب ومـا وراء الفاصلـة
قضية اليوم حقيقة غالبا ما يتم المرور عليها مرور الكرام، ولا تثير اهتمام جميع مستخلصي أجرتهم الشهرية بقطاع الإنعاش الوطني، خاصة وأن الفرد الواحد لا يوليها أدنى اعتبار بالنظر لقيمتها، لكن إن دققنا النظر فيها بشكل جماعي (فما وراء الفاصلة عدديا) يصبح مبلغا كبيرا وجب الوقوف عليه والتحقيق فيه ( قطرة قطرة كيحمل الواد)، وللأمانة فالمنظمة الديمقراطية للإنعاش الوطني محليا كانت سباقة إلى طرح هذا المشكل لدى مندوب سابق منذ سنوات، حيث يبررون عدم استخلاص قيمة الأجرة كاملة وبالفاصلة أي السنتيمات بغياب (الصَّرْفْ)، وقد لاحظنا في ما سبق أنه يتم اختلاس الدريهمات المتبقية عن أجرة الإنعاشي من طرف الموظف المكلف بالعملية، أما في عهد صاحبنا صاحب السعادة المندوب الحالي، والذي يبدو أنه ضعيف جدا في مادة الرياضيات بحيث لا يميز بين العدد الصحيح والعدد العشري، وإن احتسبنا فقط السنتيمات ما وراء الفاصلة، وإن افترضنا عدد البطاقات المستفاد منها 2000 فقط بالطنطان والعدد الحقيقي أكثر من ذلك بكثير، وحيث أن البطاقة قيمتها بالدرهم 1840,80، وبعملية حسابية بسيطة ستجد بأن المبلغ المختلس شهريا لما وراء الفاصلة هو 1600 درهم شهريا، أي 19200 سنويا، وهذا المبلغ كاف لتجريد صاحبنا من مهمته وتعريضه للمساءلة القانونية في الحال!!! وعليه فصاحبنا صاحب السعادة أصبحت أيامه معدودة في تسيير القطاع بالإقليم، ماهي إلا مسألة وقت ويعود من حيث أتى، وأنصحه بتقوية ودعم معارفه في الرياضيات ولابأس من التسلح بالخشيبات والأقراص التي يستعملها تلاميذ التعليم الأولي.
