فيصل رشدي يكتب : شخصيات في الذاكرة أمبارك بوجخان نموذجا -تتمة-

Devlop Design28 نوفمبر 2022آخر تحديث :
فيصل رشدي يكتب : شخصيات في الذاكرة أمبارك بوجخان نموذجا -تتمة-

كواليس صحراوية : بقلم / فيصل رشدي

عاد الأب أمبارك بوجخان من مدينة العيون إلى سيدي يحيى الغرب رفقة والدته السالكة منت الإمام ولد الخطاط ، فكانت عودة ميمونة، ببقائه سنتين في العيون من 1946 إلى سنة 1948.

كانت إسبانيا لاتزال تحكم تلك الأرض، وتسيير شؤونها عن طريق الحاكم العام. أتقن أمبارك بوجخان آنذاك اللغة الإسبانية بحكم عمله مع مسيو مانولو الإسباني، فكان ينطق الإسبانية بسهولة ويسر.
ولدى عودة بوجخان ووالدته إلى سيدي يحيى الغرب، عاد إلى البيت الصغير في حي الشانطي المعروف في سيدي يحيى الغرب.
عمل وقتذاك عدة أعمال منها : قهوجي متجول بين شوارع سيدي يحيى الغرب و تاجر في بعض الأحيان، وكان يسير مسافات بعيدة، متحليا بالصبر الذي يعلم الإنسان الكد بعرق الجبين في البحث عن المال الحلال. يتقاسم ووالدته ماتيسر من المبلغ المحصل عليه، فكان هو الابن الوحيد لديها، وكانت راضية عليه كل الرضى، وتدعو له الله في كل خطوة يخطوها.
وفي هذه الفترة بالضبط كان في سيدي يحيى الغرب العديد من العائلات المنتمية إلى الأقاليم الجنوبية سكنت سيدي يحيى الغرب ونذكر منها: عائلة لحبيب ولد الخطاط و المحجوب الخطاط ومحمد الخطاط وكمال الخطاط وسلامة وابنه إبراهيم وهؤلاء ينتمون إلى قبيلة الشرفاء العروسيين وكذلك عمر الركيبي الذي عمل بهولندا والذي هو الآخر ينتمي إلى قبيلة الشرفاء الركيبات السواعد.
فكان الأب أمبارك بوجخان له صلة وثيقة بالحاج لحبيب الخطاط، الذي كان يمتلك منزلا بسيدي يحيى الغرب، فكان منزله مفتوحا لجميع الزائرين، ما أن يلتقي بأحد يعرفه حتى يرحب به ويعطيه بيتا كان مخصصا للضيافة في الأعلى المنزل، يكرم وفادة الضيوف بالطعام والشراب أياما عديدة بصدر رحب وابتسامة وكلام طيب. فكان منزله معروفا بين أهالي سيدي يحيى الغرب وينادونه بالزاوية لكثرة الضيوف.

(وقد زار كاتب هذه السطور منزل لحبيب ولد الخطاط، وعاينه عن قرب، فوجد فيه السيدة الشريفية لعروسية وابنتها، كانت طيبة وكريمة لاينقطع لسانها عن ذكر الله، فكانت نعم الأم ونعم الإنسانة).
فحديثنا عن هذه العائلات حديث يطول ويطول، ولايتسع المجال لذكره، إلا أن هذه العائلات كانت تقيم كل سنة موسما يجمع أبناء القبائل الجنوبية، عند بكار الركيبي وزوجته البتول، يحضره أبناؤهم وحفدتهم وكل سكان سيدي يحيى الغرب ونواحيها. والفضل في ذلك يعود إلى الله سبحانه وتعالى، ووفرة المحاصيل الفلاحية كل عام مما يدل على أن منطقة الغرب هي منطقة خير. فيقدم الطعام الزائرين، ويذكر أهل الذكر ما تيسر من القرآن ويحدث المحدثون أحاديث أغلبها يدور حول صلة الرحم والمحبة والتآخي بين الناس.
كانت سيدي يحيى الغرب في تلك الفترة تعيش في أبهى أيامها…

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة