عبـد اللـه أحمـد أل بـلال يكتـب مقـالا حـول: “غربـة الديـن والواقـع المؤلم”

Devlop Design8 يوليو 2024آخر تحديث :
عبـد اللـه أحمـد أل بـلال يكتـب مقـالا حـول: “غربـة الديـن والواقـع المؤلم”

كواليس صحراوية : بقلم / عبدالله أحمد أل بلال

تعتبر ظاهرة تقييد حرية الخطباء في خطبة الجمعة مقابل تمتع المغنيين بحرية كبيرة ودخول مالي مرتفع ظاهرة جديرة بالنقد والتحليل، فهي تعكس التباين الواضح بين القيم المجتمعية والأولويات التي يتم تعزيزها في عصرنا الحالي.
في البداية، يجب أن نفهم الدور الحيوي الذي يلعبه الخطباء في المجتمع. فخطبة الجمعة ليست مجرد مناسبة دينية، بل هي منصة للتوعية والنصح والتوجيه. والخطباء يعكسون نبض المجتمع بحيث ينقلون القيم الدينية والأخلاقية، وهم صوت للحق والتوجيه، ومع ذلك نجدهم مقيدين بسياسات صارمة، وغالبًا ما يتقاضون أجورًا زهيدة لا تتناسب مع أهمية دورهم وتأثيرهم.
على الجانب الآخر، نجد أن المغنيين يتمتعون بحرية واسعة للتعبير عن آرائهم وأفكارهم، حتى وإن كانت تلك الأفكار تخالف القيم المجتمعية والأخلاقية. والأكثر إشكالية هو أن هؤلاء المغنيين يحققون أرباحًا طائلة في وقت قصير، وهو ما يعكس تفضيلات المجتمع وأولوياته. إن هذا الوضع يرسل رسالة خاطئة، مفادها أن الترفيه واللهو لهما قيمة أكبر من القيم الدينية والأخلاقية.
هذه الظاهرة ليست مجرد صدفة، بل هي نتيجة لتحولات اجتماعية وثقافية عميقة، فوسائل الإعلام تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل تلك الأولويات من خلال الترويج للمغنيين والمشاهير وإغفال الدور الحيوي للخطباء ورجال الدين، كذلك السياسات الحكومية أحيانًا تُظهر تقييدًا غير مبرر لحرية التعبير الديني مقارنة بحرية التعبير الفني، مما يزيد من تعميق هذا التباين.
يجب العمل على إعادة التوازن بحيث يتم تقدير دور الخطباء ورجال الدين بشكل مناسب، وإعطائهم الحرية الكافية للتعبير عن آرائهم الموافقة للكتاب والسنة ونشر القيم الأخلاقية والدينية، كذلك ينبغي أن تكون هناك جهود متضافرة لتعزيز الوعي بأهمية القيم الدينية والأخلاقية في مقابل القيم المادية والاستهلاكية التي تسود في كثير من الأحيان.
في الختام، يمكن القول إن زمن غربة الدين يعكس أزمة قيم وأولويات، ويتطلب من المجتمع بكافة أطيافه العمل على إعادة التوازن والتأكيد على أهمية القيم الدينية والأخلاقية في مواجهة طغيان القيم المادية والاستهلاكية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة