كواليس صحراوية : بقلم / محمد فال البوصادي
أثناء تغطيتي لبعض مباريات كرة القدم لقسم الهواة بكل من العيون والداخلة، لفت انتباهي كمية المواهب التي تتوفر عليها هاتين المدينتين، رغم ذلك لم تعد الأندية بالمنطقة تمارس بالأقسام الاحترافية منذ سنوات.
فلا يخفى على متابعي كرة القدم بالصحراء أن هذه الأخيرة تعاني عدة إكراهات وتتأرجح بين مد وجزر منذ سنوات، حيث ابتداءا من الموسم الكروي 2011/2012 غادر نادي شباب المسيرة القسم الوطني الاحترافي الأول، ومنذ ذلك الحين لم يصل أي نادي صحراوي إلى قسم الاضواء حيث تتواجد أندية الصفوة، بل واصل نادي شباب المسيرة إنحداره ليسقط إلى قسم الهواة، الأمر الذي كان يجب ان يدق ناقوس الخطر عن مستوى الرياضة بالمنطقة، ومنذ تلك الفترة لم يمثل الصحراء أي ناد بالقسم الاحترافي الأول والثاني، حيث تتركز أغلب أندية الجنوب بين أقسام الهواة، وهو ما يطرح عدة علامات استفهام، هل الأندية الصحراوية لا تتوفر على مواهب كافية للمنافسة على أعلى مستوى؟ أم أن التسيير الاداري لهذه الأندية يحتاج إلى وقفة وإعادة نظر؟
هذا على مستوى الأندية، أما على مستوى اللاعبين بشكل فردي، إنه لمن النادر ظهور إسم للاعب ينتمي للأندية الصحراوية مطلوب في الإحتراف بأندية الصفوة، وكذلك الأمر نفسه بالنسبة للإنتقال إلى الدوريات الأوروبية أو الخليجية، فقل ما يمر علينا إسم لاعب صحراوي في لائحة اللاعبين المدرجين بأخبار الإنتقالات. هل الأمر راجع لسوء تسيير هذه أنديتهم؟ أم لعدم توفر وكلاء لاعبين بالشكل المطلوب؟ أم أن المشكل أساسا راجع لمستوى الأداء الفردي للاعبين؟
أسئلة كثيرة تطرح نفسها، في انتظار إجابات مقنعة تشفي الغليل، وكلنا أمل في تطور الرياضة بالمنطقة وعودة أنديتها إلى أقسام الأضواء وتألق لاعبيها واحترافهم بأفضل أندية العالم في زمن أصبح للاعب العربي قيمة كبيرة في ظل تألق العديد من الأسماء العربية حاليا على المستوى العالمي أكثر من أي وقت مضى.