كواليس صحراوية : اسليمان العسري
الحلقـة الثامنـة عشـر : سياسـة تكميـم الأفـواه
من بين الحسنات التي كُتبت لصاحبنا المندوب العرِّيف وفيلسوف زمانه، هو أنه استطاع أن يلجم أفواه العديد من عمال الإنعاش خوفا طبعا وليس عن حسن تدبير وتسيير، فقد قام صاحبنا حفظه الله بعد أن تفتقت عبقريته الفلسفية بانتزاع أنصاف أجر بطائق إنعاش وطني لسيدات أرملات أو ذوي حقوق غصبا وإضافتها لأنصاف بطائق عمال قصد إكمال أجرة بطاقة لهم، مقابل شراء صمتهم وتجنب صخبهم وانفعالاتهم وغضبهم لأنه لا يقوى على مجاراة كل ذلك، ومعتقدا أيضا بأنه يسهل الضغط على نساء هشيشات الحالة الاجتماعية، وسلبهن حقوقهن بتواطؤ مع مرؤوسيه، إلا أن الخطة فشلت وتفاجأ وجن جنونه بالكم الهائل من الدعم والذي لقينه من جهات عدة مشكورة محليا ووطنيا وعلى مستوى الخارج، كما جوبه بحائط صد حام لهؤلاء النساء المُحتقَرات من سيدنا هذا ألا وهو الاتحاد المحلي للمنظمة الديمقراطية للشغل، ليتلقى الضربات الموجعة والدروس المتتابعة، فالنساء يا سيدي تحتجن للاحترام لا الاحتقار، وهذا كاف لتجريدك من صفة الرجولة.