كواليس صحراوية : اسليمان العسري
الحلقـة السادسـة: مزاجيـة (سيـدنا) المنـدوب.
نبّهني أحد متتبعي هذه الحلقات إلى شدة قسوة ألفاظي نحو صاحبنا، ولذلك وبعد مراجعة الحلقات الخمس وجدت كلام المُنبِّه مقبولا، وعليه فابتداء من هذه الحلقة سأقدره كثيرا بمصطلح لم ولن يسمعه من أحد، ولكي أجاري أيضا محدودية فهم (سيدنا) هداه الله للصواب وأوضح للمتتبعين وأقربهم من ملف الإنعاش الوطني الشائك بالطنطان وعمق الفساد الذي يعشعش فيه منذ سنتي تولي (سيدنا) مسؤولية القطاع محليا، بمباركة من مسؤولي عمالة الإقليم دائما الراعي الرسمي له، سأواصل النقاش مع (سيدنا) بهدوء وبطء علَّه يجيد الإنصات وقناعة الرد، فصاحبنا ذو العبقرية الفذة سأذكره بداية بموقفه الحرج دليلا على مزاجيته وتقلب تصرفاته أو لنقل شطحاته، واستنادا للمثل (جنت على نفسها براقش)، ففي نهاية أكتوبر من السنة الماضية أقدم على تطبيق قانون لم يدرسه إلا هو، فقد قام بقطع أجرة البطاقة الانعاشية عن ذوي الحقوق (زوجة، أبناء، إخوة…) بعدما كانوا يستخلصونها بانتظام، بدعوى صدور مذكرة تنظيمية في هذا الباب، وهو ما لم نسمع عنه في المدن المجاورة، جميل، إلى هنا قد يكون (سيدنا) على صواب بالرغم من أن المذكرة لم تصدر أبدا وليس هناك أصلا قانون تنظيمي لهذه الفئة من العمال، فالاتحاد المحلي (Odt) ومنذ مدة طويلة كان سباقا وفي مختلف اللقاءات إلى التعجيل بإصدار قانون منظم للقطاع، (معليش يا سيدنا حليش) سنعود للموضوع (دقة دقة)، بعد ذلك وفي شهر نونبر وعلى إثر قراره المزاجي بادر الاتحاد المحلي إلى خطوات نضالية من أمام مقر العمالة تُوِّجت بلقاءات مع (سيدنا)، من نتائجها إرجاع البطائق لذوي الحقوق، فعلا تم تسوية أربع بطائق من ضمن تسع حالات على مراحل اعتقادا منا بأن الأمر يتطلب ذلك، لكن بعد مرور ثلاثة أشهر نُفاجأ وبالضبط نهاية يونيو بتجريد اثنتين من عاملات الإنعاش من نصف
بطاقتيهما أو أجرتبهما، فكيف تم إرجاع أجور البطائق الأربعة دون بقية التسعة وبعد أشهر معدودة تمَّ التصرف في اثنتين منهما بطريقة مزاجية؟ وعلى ماذا استند (سيدنا) هذا المتقلِّب كل لحظة لممارسة هذه الشطحات؟.
* ملاحظــة : الصفحات التي تداولت أمس رفع المعتصم فقد جانبت الصواب فالرفع كان مؤقتا، واليوم سيتم استئنافه…
