هيئـة التدريـس بـالمغرب تطالـب بـإسقاط النظـام واعتـذار رسمـي

Devlop Design14 أكتوبر 2023آخر تحديث :
هيئـة التدريـس بـالمغرب تطالـب بـإسقاط النظـام واعتـذار رسمـي

كواليس صحراوية : اسليمان العسري

شهدت بداية الموسم الدراسي الحالي نوعا من الانتظار والترقب لمخرجات نظام أساسي جديد، قيل عنه الكثير وتم وصفه بصفات تبعث على الأمل والارتياح لدى موظفي وزارة التربية الوطنية المعنية بذلك وخاصة عمود ومحرك المنظومة نساء ورجال التعليم، وذلك قياسا بالاجتماعات الماراطونية داخل دواليب إدارة الوزارة بين هاته الأخيرة ونقابات تعليمية (تبين في الأخير بأنها خانت الشغيلة ببرودة تامة) من خلال حوارات سرية مدبرة أطراف النهار وآناء الليل لطهي نظام المآسي على نار هادئة، يعتقدون في قرارة أنفسهم زفّ بشرى للمدرس(ة) في عيده(ها) الأممي، لكن بمجرد ما اطلعت هيئة التدريس على فحوى مآسي النظام تلقت الوزارة والنقابات صفعة موجعة وصل صداها لوزارات أخرى (يوم الخامس من أكتوبر 2023) على إثر إضراب وطني للتعليم فاقت نسبته كل التوقعات مصحوب بوقفة مركزية بالرباط تجاوز عدد مشاركيها المئة ألف، وقد كان لجهة العيون الساقية-الحمراء النصيب الأكبر في عدد المضربين والمحتجين من بين باقي جهات المغرب (الخير كله يأتي من الصحراء، والشر كله يأتي من الصحراء)، الصفعة أربكت أوراق وحسابات الوزارة والنقابات فتوارى عن الأنظار خطباؤها ومسؤوليها، لتستعين الوزارة الوصية بالحكومة المحكومة، ليدخل الثلاثة في حالة ارتجال وجنون، حيث سارعت الحكومة إلى المصادقة عليه ونشره في الجريدة الرسمية، وكأن الأمر قد قضي والعملية تمت بنجاح، وهيئة التدريس مجرد حائط قصير يمكن القفز عليه بسهولة، في نفس اليوم الذي قررت فيه الشغيلة تنفيذ إضراب إنذاري ثان ناجح هو الآخر بعد أسبوع عن الأول، صفعة أخرى للوزارة علها تستفيق من غيبوبة الأولى، إلا أن الوزارة تمادت في إحراق أوراق ضغطها وهيبتها متخبطة بعشوائية، فاستعانت بمتقاعديها وشيوخها الإدارييين وأذنابها وصحفييها ومدرائها ومسؤوليها وتابعيهم الذين فاتهم القطار (الگيطار) لشرح مضامين نظام حقير ولا مسؤول، ومما يزكي طرح الجنون الذي أصابها هو طريقة تعامل هيئة التدريس الذكية مع ردود أفعال الوزارة داخل تنسيقيات موحدة مكتلة تتعامل مع الوضع ببرودة أعصاب وإجراءات نضالية متقنة، غير أن الضربة القاضية لا محالة ستأتي في وقتها المناسب من قبل هيئة التدريس ستسقط النظام ومهندسيه ومسؤولي الوزارة، وهو الأمر الذي ترتجف له قلوبهم المليئة بالحقد والكراهية لرجال ونساء التعليم، فهيئة التدريس أكبر من ترد باستعمال ألفاظ قدرة على خرجات بؤساء ومرضى نفسانيين لا يميزون بين الصالح والطالح.
والأخطر من هذا هو البعد السياسي للموضوع فأكثر ما تخشاه الوزارة والدولة ككل هو هذا التجمع والاتحاد الذي ربط بين رجال ونساء التعليم (ربّ ضارة نافعة)، والذي إن تطور سيعيدنا إلى زمن السبعينات والثمانينات حيث رجال التعليم هم المتحكمين في الأحزاب والنقابات وموازين القوى وطنيا باحترافية نضالية شعبية ديمقراطية، فالخوف كل الخوف من جانب الدولة ومؤسساتها هو استمرار هذا التكتل مستقبلا، وبعملية حسابية فحوالي 250000 أستاذا وأستاذ إضافة لأفراد أسرهم سيصل العدد للمليون على الأقل، دون تعداد المتعاطفين من الشعب، وهو رقم مخيف انتخابيا، وهذا الأمر لن يساعد على فبركة برلمان وحكومة على المقاس.
إذن فالفرصة سانحة لهيئة، إما أن تكون وتحقق مطالبها بعزة نفس وكرامة وتساهم في تغيير حقيقي على المستوى السياسي، أو أن تظل خاضعة للذل والهوان ومكبلة بنظام المآسي لعقود قادمة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة