كواليس صحراوية : اسليمان العسري
أصبحت العاصمة الرباط خلال أيام العطلة البينية الحالية محجا لأعداد غفيرة من مواطني مختلف مناطق المغرب، شأنها شأن عروس الشمال طنجة خلال الصيف الماضي، لكن السبب يختلف تماما، فالمدينة الثانية ازدحمت في إطار السياحة والاستجمام، أما الأولى فصارت مسرحا للاحتجاجات والوقفات والتنديدات، فبعد اعتصام ووقفة نساء ورجال التعليم خلال اليومين المنصرمين، يأتي الدور اليوم على قدماء المحاربين والعسكريين في وقفة ومسيرة جماهيرية حاشدة دعت إليها التنسيقية الوطنية لقدماء المحاربين والعسكريين، بحيث لبّت تنسيقياتها المحلية بمختلف مناطق المملكة النداء، لتصدح حناجر أرامل الشهداء والمتقاعدين والمحاربين القدماء وذوي الحقوق بشعارات وآهات تقشعر لها الأبدان في دولة الحق والقانون، وحال لسانهم يتوحد على كلمة واحدة، إيصال معاناتهم وآلامهم للقائد الأعلى لأركان القوات المسلحة الملكية ملك البلاد، وعقد أملهم الوحيد في الوقوف على أحوالهم والاستجابة لمطالبهم المشروعة بناء على التضحيات الجسام التي قدموها بوطنية عالية في سبيل تحرير الوطن واستكمال الوحدة الترابية، وعلى ضوء أيضا الأوضاع الاجتماعية المزرية التي يعيشونها بفعل الارتفاع الصاروخي لأسعار المواد الغذائية وسومة الكراء، ونظرا كذلك لتغييب حقوقهم في العيش الكريم، من خلال توفير السكن اللائق والرفع من الراتب الهزيل جدا وتوفير كوطا وفرص عمل لأبنائهم مع تمكينهم من التداوي والعلاج وإجراء العمليات والأدوية بشكل مجاني وفي مختلف المستشفيات والمصحات العمومية والخصوصية.
والأكيد أن الأيام المتبقية من هذا الأسبوع، ستشهد العاصمة احتجاجات أخرى لتسيقيات وهيئات، مما يعني أن الرباط هاته الأيام تعيش على صفيح ساخن جدا.
