كواليس صحراوية : اسليمان العسري
كما كان متوقعا نظمت الرابطة أمس الجمعة 28 أكتوبر 2022 لقاء مع ممثلي التنسيقية الصحراوية للوديان الثلاث بالرباط، والتي أطرها حقوقيون وأساتذة قانون ومحامون، وقد تم خلالها فسح مجال كبير من زمن اللقاء لأعضاء التنسيقية لشرح موقفهم من خرجات بعض إدارات الدولة وخاصة الأملاك المخزنية والتحفيظ العقاري، حيث تم وضع نقط القضية على الحروف مشددين على ضرورة وقف هاتين الإدارتين للحملة المبالغ فيها قصد الاستيلاء على أراضي الجهتين الشرقية والجنوبية من المملكة عبر ما يسمى التحديد الإداري في إطار مخطط محكم بغرض تمريرها لمستثمرين دون الاحتكام لمبدأ الحوار والجلوس مع مالكيها ومتوارثيها، هؤلاء الذين ضحوا بالأرواح في سبيل استرجاعها والدفاع عنها عبر فترات من الزمن، كما أكدوا على الرفض القاطع لمثل هذه الإجراءات والتي من شأنها زعزعة استقرار المنطقة المستهدف وتهديد السلم الأمني والاجتماعي بدل تبني سياسة تشاورية اجتماعية عادلة تستحضر الظروف القاسية التي يعيشها سكان المنطقة من غياب جامعات ومستشفيات جامعية وفرص الشغل وتنمية حقيقية تراعي خصوصيات المنطقة، فبعد استغلال الشريط البحري بعشوائية وتقسيمه على أفراد قلائل من كبار الدولة، هاهي بعض إدارات الدولة توجه أطماعها نحو المساحة الكبيرة من الأرض، وحسب دائما تدخلات منتسبي التنسيقية والتي أجمعت على أنها تقف في صف توجهات المملكة فيما يخص الاستثمار، وتعمل بتوجيهات الملك وخاصة في الحفاظ على الأراضي الجماعية لمالكيها، لكن ستستمر في موقفها الرافض لهذه الإدارات وسترفع من سقف الخطوات النضالية، لأن هذه الأخيرة لا تراعي مصلحة سكان المنطقة ولا تشركهم في ما تنوي الإقدام عليه، كما تناول الكلمة عدد من حقوقيي الرابطة للتنديد بهكذا سلوكات الإدارات المعنية والتي لا تراعي الحد الأدنى للحقوق والمنصوص عليها في الاتفاقيات الدولية التي صادق عليها المغرب، أما رجال القانون فقد أوضحوا موقفهم المساند للتنسيقية كما شرّحوا القضية في شقها القانوني لإزالة اللبس والحيف الذي مارسته وتمارسه هذه الإدارات.
