كواليس صحراوية : اسليمان العسري
الحلقـة الثالثـة والعشـرون : المنـدوب الكسـلان
قلًما تجد مندوبا لقطاع من قطاعات المصالح الخارجية التابعة لعمالة الإقليم يتصف بهذه الميزة المفضية دوما للفشل، لأن المسؤولية عن قطاع بأكمله تستوجب توفر النشاط والحيوية والانتباه باستمرارخاصة في ذروة ساعات العمل، ونظرا للارتباط كل لحظة بأعلى سلطة بالإقليم، إلا صاحبنا الظاهرة والذي ينتعش كثيرا بالشدود والشرود عن القاعدة، ويفضل أكثر الميل للكسل والجمود في خلق أنشطة إبداعية ابتكارية، تميز بها سابقوه برغم الأخطاء التي ارتكبوها، فمنذ توليه زمام أمور قطاع الإنعاش الوطني انقطعت تلك الحركية والفاعلية التي كانت تُخلق بين الفينة والأخرى من أوراش عمل في مجال التشجير وبناء المؤسسات والسدود والنظافة وغيرها كثير، فاسحة المجال للشباب العاطل قصد القضاء على شبح البطالة القاتل ولو لأشهر معلومة، فصاحبنا الكسلان له قوة خارقة في النوم العميق ولا يستفيق إلا نهاية أيام كل شهر قصد الاطلاع على لوائح (السيستيم) وإعداد بطائق الأجرة الشهرية أو فقط الإشارة عليها ثم زيارة المكان (الديبـو) لتنظيم الصفوف وكأنه يتأهب لقيادة حرب خاسرة قبل بدايتها، فصاحبنا لا يفهم في الأمور المنوطة به ولن يهتدي إلى ذلك سبيلا، وبذلك فهو يستحق أن ينضاف لدائرة المسؤولين بالنيابة والتي بليت الطنطان بهم.
عذراً التعليقات مغلقة