كواليس صحراوية : اسليمان العسري
* الحلقـة الرابعـة : جماعـة تلمـزون
تُعدُّ تلمزون من بين جماعات الإقليم والتي تتميز بتاريخ له امتداد بعيد جدا، لا من الجانب التأسيسي بحيث تُعتبر من أقدم الجماعات القروية بالصحراء، أو الاقتصادي كمركز تجاري مهم له مكانة خاصة قديما، ولا من الناحية الاجتماعية والفلاحية، دون نسيان الجانب النضالي لساكنتها في مواجهة المستعمر، كما تتميز بهدوء ولطافة جو خاص، وتتوفر على على وجهة سياحية خلابة طالها التقصير والتهميش، متمثلة في واحة ”وين مذكور” والتي تعد المتنفس الوحيد بالجماعة.
ورغم كل هذا فقد تنكر للجماعة أبناؤها المتعاقبين على التسيير بسبب حسابات قبلية ضيقة، نظرا لافتقارها لأبسط المرافق الصحية والاقتصادية، وإهمال أعضائها للجانب البيئي بحكم ضعف ثقافتهم في جميع المجالات، وتركيزهم على الانتهازية الواضحة بغرض تحسين أوضاعهم الذواتية ماديا واجتماعيا.
يترأسها منذ مدة شخص لا علاقة له بالعمل السياسي، ولولا تنحي الرئيس السابق بإرادته طبعا عن الرئاسة والعمل السياسي، ما كان له أن يصل إلى الكرسي ويتمسك به أكثر لدرجة التحفيظ، عكس ما يروج له قُبيل كل انتخابات عن التزامه برقي الجماعة والدفاع عنها، وضدا في مطالب ساكنتها المشروعة وتطلعاتهم.
السيد الرئيس والذي يشغل أيضا عضو المجلس الجهوي (گلميم-وادنون) دون إضافة تُذكر، يتقن بشكل جيد لغة الانتقام وقطع الأرزاق، مما سبق له في واقعة شهيرة حرمان أسرة قاطنة دوما بالجماعة من الدعم المخصص لسبب عدم ميلها لخطابات حملاته الانتخابية، وذلك برفض التصويت لصالحه، وكيف لا والسيد لا يؤمن بمبادئ وفكر وتوجهات لون سياسي معين، فهو ابن بيئته بالاتجاه السلبي طبعا، أي دائم الترحال بين هذا الحزب وذاك في كل انتخابات جارية، كما يتلذّذ بالترامي والسطو على أراضي شاسعة لجموع القبيلة التي ينتمي إليها من خلال حيازته على وثيقة “بينة حيازة وتصرف” في وقت سابق، ومقابل ذلك يحرم رمزا من رموز المنطقة وشيخ شيوخا وذاكرتها الثقافية والتاريخية والذي تُوفي مؤخرا من استغلال أرض لمزاولة النشاط الفلاحي، أما أخطر فضائحه في تلكم المتعلقة بتواطئه مع إحدى المقاولات الكبرى في ملكية نائب برلماني وأسرته في استغلال أرض الجماعة والانتفاع من مقالع الحجارة من خلال منحهم رخصة الاستغلال وبإيعاز من جهات نافذة عدة، برغم التنديدات المتوالية لأبناء القبيلة وخاصة ورثتها، مما نتج عنه تدمير فادح وخطير للبيئة والغطاء النباتي والقضاء تماما على الفلاحة والرعي وخصوبة التربة.
على العموم وبرغم إحداث مراكز تهم الجانب الثقافي والاجتماعي لتطوير البنيات التحتية، فتسيير الجماعة يظل بعيد كل البعد عن إلحاق المنطقة بركب الجماعات القروية داخل الجهة والإقليم، أما ساكنة الجماعة الحقيقيون فهم خارج خطط الرئيس ومكتبه في مجال التنمية البشرية.
عذراً التعليقات مغلقة