كواليس صحراوية : اسليمان العسري
الحلقـة الرابعـة والعشـرون : ما علاقـة المنـدوب بأحـداث تونـس الأخيـرة.
استقبال الرئيس التونسي الرسمي مؤخرا لزعيم جبهة البوليساريو خلق أزمة ديبلوماسية كبيرة بين المملكة المغربية ودولة تونس كما أسس لبداية شرخ قوي في العلاقات بين الشعبين الشقيقين، مما انهالت معه بيانات وردود الأفعال الغاضبة من قبل فعاليات وشخصيات وجهات منتخبة من مختلف مناطق المغرب، وقد جسدت عاملات وعمال الإنعاش الوطني المعتصمات والمعتصمين من أمام عمالة الإقليم لأزيد من شهرين وقفة احتجاجية منددة بما حصل في تونس كرد فعل طبيعي ناجم عن حس وطني يغيب عن بعض المسؤولين المحليين، وكتزكية لقرار المنظمة الديمقراطية للشغل مركزيا، إلا أنه لا بد من الوقوف عند الخيط الرفيع الذي يربط بين حدث تونس وتصرفات مندوبنا وصاحبنا والذي يبدو بالواضح أن جهات قوية تحميه من قرار الإقالة أو الإبعاد، فغياب نية إصلاح القطاع وإرجاع الحقوق لذويها من عاملات وعمال الإنعاش الوطني يساهم هو الآخر في تقويض السلم الاجتماعي وتأجيج بؤر الاحتجاج، والذي لا يخدم بتاتا قضية استقرار الصحراء على حل توافقي ومقبول، الأمر الذي يرخي بظلاله على العلاقات الدولية بين المملكة وشقيقاتها من الدول العربية، لذا فقد وجب الاهتمام أول بإصلاح الأوضاع الداخلية وتفعيل مقتضيات دستور المغرب، حتى يتم تنظيف المؤسسات والقطاعات من المسؤولين اللاوطنيين، أو الذين لا تهم مصلحة الوطن وعلى رأسها القضية الوطنية.
