وفاة المقاوم الباحث والوجيه “بشر ولد حيدار” بالديار الاسبانية بعد مسار سياسي وعلمي حافل واكب مختلف المحطات التاريخية المعاصرة بالصحراء

Devlop Design17 مارس 2022آخر تحديث :
وفاة المقاوم الباحث والوجيه “بشر ولد حيدار” بالديار الاسبانية بعد مسار سياسي وعلمي حافل واكب مختلف المحطات التاريخية المعاصرة بالصحراء

كواليس صحراوية : محمد سالم بنعبدالفتاح

نهل من العلوم في صغره بمدينة طرفاية وكان سباقا للمشاركة في الجهاد والمقاومة من خلال انخراطه في جيش التحرير إبان شبابه، قبل أن يعكف على التدريس ويعمل بالقضاء الشرعي بمدينة العيون.

سيدخل الفقيد العمل السياسي من بابه الواسع بعد انتخابه في هيئة الجماعة بالعيون نهاية ستينيات القرن الماضي، لكنه سيسارع للتضحية بوضعه الاجتماعي وينخرط في حركة الطليعة المناوئة للاستعمار الاسباني التي تزعمها محمد سيد ابراهيم بصيري بمدينة العيون، ثم يدفع ثمن مواقفه سجنا وتضييقا قبل جلاء المستعمر.

ورغم تعيينه في منصب باشا بمدينة طرفاية بظهير شريف سنة 1976، الا أن ذلك لم يمنعه من الحفاظ على جرأته و استقلالية رأيه، حيث أبدى المواقف المنتقدة إزاء التدبير الرسمي، وساهم في نقاشات مجتمعية ورسمية عديدة، وأسهم بمداخلات هامة.

سيتفرغ الفقيد منذ تسعينيات القرن الماضي للبحث والتأليف في مجال الثقافة والمجتمع والتاريخ، وسيغني المكتبة الصحراوية بالعديد من المؤلفات التي ستطرق التابوهات و المحاذير العلمية، كما سينجح في إثارة النقاش الجاد حول مجموعة من المواضيع الشائكة كتاريخ القبائل والعلاقة مع المستعمر الاسباني وجغرافيا الاقليم، حتى بات مرجعا أكاديميا رغم الانتقادات والجدل الصاخب..

من ما سمعته عند أكثر من مصدر أنه لم يكن يجد حرجا من الافتخار بمشايخه الذين درس عليهم إبان طفولته وشبابه بطرفاية أربعينيات القرن الماضي، لا سيما جدنا “محمد سالم عبد الفتاح العلوي” وابن أخته الخال “محمد الغيث ولد محمد سالم المجلسي” وآخرون، بعكس العادة المقيتة عند الكثيرين في هذه الربوع الذين يتنكرون لمشايخهم وأساتذتهم ولا يذكرون منهم غير قراباتهم و أبناء عمومتهم.

رحم الله “بشر ولد حيدار” وجعل علمه وجهاده وشجاعته في ميزان حسانته، وألهم ذويه الصبر والسلوان إنه ولي ذلك والقادر عليه.
خالص العزاء والمواساة لأسرته الكبيرة والصغيرة ولكافة أهل حيدار وللصحراويين قاطبة..

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة