كواليس صحراوية : اسليمان العسري
تداولت مجموعة من المنابر الإعلامية منذ أيام قليلة مضت أخبارا تفيد استدعاء عامل إقليم الطنطان من طرف وزارة الداخلية قصد التشاور، ليتأكد في ما بعد خبر إعفائه من مهامه على الإقليم وتكليف الكاتب العام للعمالة ليقوم بمهام العامل بالنيابة ، وقد سبق أن تناولنا موضوع تعيينه في بداية الأمر، واعتبرنا بأنه منذ ذاك التاريخ والسيد لا يقدم شيئا يذكر للإقليم، وعلى أن عجلة التنمية البطيئة جدا توقفت منذ التحاقه لتسيير الإقليم، وجميع المشاريع توقفت في عهده (وقد شبّهت مقر العمالة في تصريح سابق بقنصلية لدولة ما، واعتبرته قنصلا وليس عاملا، لدرجة شككت في نوايا الوزارة بأنها عينته بغرض فرملة كل شيء)، فالمعطلون الصحراويون مازالو في الشوارع يناضلون كل أسبوع، ومشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية معطلة تماما، والمشاكل الاجتماعية متراكمة، وخاصة ملف بطاقات الإنعاش الوطني والذي عرف اختلالات عديدة، بحيث دامت معركته النضالية 222 يوما تحت لواء الاتحاد المحلي للمنظمة الديمقراطية للشغل، ليبلغ صداها قبة البرلمان وجاليتنا بالخارج، إلى جانب قضايا أخرى، كل هذا والرجل لا يتزحزح قيد أنملة من مكتبه، اللهم استفاقته المتأخرة بالنسخة الأخيرة لموسم (أمگار) الطنطان.
غير أن هناك دافع آخر متداول تسبب برحيله ألا وهو اصطدامه بكبار المنتخبين محليا، حيث قام العامل بإغلاق باب التواصل معهم تماما، ولم يترك ولا فرصة واحدة أمامهم كما تعودوا الأمر مع باقي عمال الإقليم السابقين، والأمر الذي قد يؤكد فرضية التعجيل بالرحيل هو الحضور الحزبي الأخير لرئيس الحكومة بجهة گليميم وادنون، لأنه مباشرة بعد ذاك النشاط تم استدعاؤه.
