فيصل رشدي يكتب : شخصيات في الذاكرة “أمبارك بوجخان” نموذجا تتمة -الحلقة الخامسة-

Devlop Design12 ديسمبر 2022آخر تحديث :
فيصل رشدي يكتب : شخصيات في الذاكرة “أمبارك بوجخان” نموذجا تتمة -الحلقة الخامسة-

كواليس صحراوية : بقلم / فيصل رشدي

كانت هناك العديد من الأسئلة تراودني، وتشغل ذهني، وهي على الشكل الآتي: كيف عاش عبد الله صدقي في بيت الأب الفاضل أمبارك بوجخان؟ وكيف كانت معاملته معه؟ وماهو الصدى الذي تركه بعد سنتين مكث فيها عندهم؟.
كنت أحاول الإجابة على هذه الأسئلة. أدركت بعد تفكير طويل، أن الإجابة عن هاته الأسئلة تخص فقط المعني بالأمر هو الدكتور عبدالله صدقي، لأنه هو الذي عاش ورأى عن قرب تلك الأحداث.
بدأت أفكر في العلاقة التي جمعت الأب أمبارك بوجخان مع عبد الله صدقي؟.
كنت في ورطة وقعت فيها دون أن أعي ذلك، فكتابة سلسلة متواصلة، تجعل الكاتب يواصل عمله دون أي شغل آخر غيره، فكان لابد أن أعرف التفاصيل بين الأب أمبارك بوجخان والدكتور صدقي.
وكان في يوم لن أنساه ماحييت، وصادف يوم الجمعة وكانت السماء تمطر.

رن هاتفي النقال، فإذا بالأخ محمد بوجخان( الابن البكر للمرحوم أمبارك بوجخان) يتصل، وطرأ حادث في هاتفي النقال الذي توقف عن الاشتغال دون سابق إنذار. لكن الأخ محمد عاود الاتصال دون جدوى، وقرر أن يتصل بصديقي الذي كنت أقطن معه، والذي أخبره أنني قربه، فدعاني الأخ محمد بوجخان لزيارة خاصة للأستاذ صدقي في منزله بمدينة القنيطرة. وقد حظيت بشرف لقائه الأستاذ عبد الله صدقي شخصيا، وأهداني بعض كتبه بتوقيعه الخاص.
كانت الإجابة عن أسئلتي في أحد كتبه المعنون ب” إبراهيم طريق ليست مفروشة بالورود” وهي عبارة عن مذكرات كتبها الأستاذ صدقي بلغة سلسة، أقرب للبوح منها إلى المذكرات. ذكر فيها كل ما مر به من أحداث لاتزل منقوشة في الذاكرة. يقول عبد الله (إبراهيم) صدقي في كتابه السالف الذكر” كان أمبارك بوجخان وهو قهواجي يبيع الشاي في السوق وكان يتقاسم مع إدريس المكان الذي يبيع فيه الخضر، فاتحه إدريس في الحالة المزرية التي يعيش عليها إبراهيم، فما كان من هذا الرجل الكريم وهو من أصل صحراوي من الصحراء المغربية المسترجعة أن رحب باحتضان إبراهيم في منزله المتواضع جدا الذي كان يتكون من غرفة واحدة وغرفة صغيرة يستعملها كمطبخ، كان أمبارك يسكن بدوره في دوار الشانطي ب- زريبة -، بالفعل انتقل إبراهيم ليسكن مع أمبارك وزوجته يزة التي كانت بدورها لا تقل كرما عن زوجها، كانت زوجة ذات حس إنساني كبير حيث كانت” مقتطف من كتاب الدكتور عبد الله (إبراهيم) صدقي، إبراهيم طريق ليست مفروشة بالورود، ص 31.
كانت كلمات الدكتور صدقي، خير دليل على كرم السيد أمبارك بوجخان وكرم السيدة يزة بنت بوعمود. وفي حضن هذه الأسرة عاش الدكتور صدقي في حضن أهله، ولم ينس فضلهما، بل كان كابن لهما.
كنت أردد في نفسي هذه الكلمات: هي بقي أشخاص في زماننا هذا مثل الأب أمبارك بوجخان والأم يزة بوعمود؟.


 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة