كواليس صحراوية : اسليمان العسري
إذا كان الدعم العمومي المقدم للصحافة المغربية يروم بناء دولة المؤسسات، وتيسير انفتاحها على المحيط الدولي للمساهمة في تدعيم الدبلوماسية الوطنية، مترافعة بذلك عن القضايا الوطنية وعلى رأسها قضية الصحراء، هذا الدعم الذي الذي سيتضاعف (6 مرات) مقارنة مع السنوات الماضية، حيث سيبلغ 200 مليون درهم بحلول 2024 برسم مشروع قانون المالية الحالي…
وبما أن الصحافة الجهوية أضحت رقما صعبا من حيث فعاليتها في تنمية البلاد، وتلعب دورا محوريا في نقل الخبر ورصد المعلومات ونقل صوت الشارع بواقعية واحترافية، وفي ظرف وجيز خاصة بالمناطق الجنوبية للمغرب…
وحيث أن الوزارة الوصية أشارت إلى ضرورة العمل بمقاربة استثمارية في مجال الصحافة عوض الإعتماد بشكل دائم على الدعم العمومي، من خلال إخراج نظام داخلي للجنة الثنائية ودفتر التحملات، في إطار مأسسة هذا الإستثمار، وجعله يخضع لقواعد الحكامة والشفافية، وفي مقدمتها دعم المقاولة الإعلامية الجهوية من طرف الجهات المانحة جهويا ووطنيا والإهتمام بالجسم الصحفي، تمهيدا لوضع نموذج إقتصادي جهوي خاص بالمقاولات الصحفية الجهوية…
واستنادا للمرسوم الحكومي في مادته 7 (والخاصة بالدعم المالي للمقاولات الصحفية) من القانون 88.13 المتعلق بالصحافة والنشر…
وعلى الرغم من استبشار الصحفيين بالجهات الجنوبية الثلاث خيرا بالإجراءات والتدابير السالفة الذكر، وانخراطهم في هاته المشاريع، حيث انطلقوا بنشاط وجدية في عمليات التكوين والتأطير وتنظيم الندوات وتحمل المسؤوليات الصعاب في مجال الصحافة والإعلام خاصة الإلكترونية، وباشروا عن قناعة في مسلسل تشكيل وتأسيس المقاولات الصحفية وما يتطلبه الأمر من تضحيات جسام وتجاوز الصعاب خاصة في نقل الأخبار بكل صدق وأمانة وإجراء حوارات وإعداد تقارير حول مواضيع تهم المجتمع وشؤون الساكنة في شتى المجالات…
إلا أن الجميع اصطدم بواقع مر ومرير بجهات الصحراء خصوصا، مرده غياب الدعم المباشر من قبل الدولة متمثلة في الوزارة الوصية، وعدم تنزيل المقاربة الاستثمارية في هذا المجال بحكم انعدام وعي صحفي لدى جهات عدة مستثمرة اقتصاديا بالمناطق الجنوبية وكذا السلطات والجهات المنتخبة والتي اتخدت مكانا بعيدا لمشاهدة فقط الوضع المزري الذي تعانيه هذه المقاولات الصحفية، مما جعل إمكانية الاستفادة من الوصلات الإشهارية أشبه بالمستحيل، وعليه فالأمر أصبح يتطلب تدخلا عاجلا من قبل المسؤولين مركزيا وجهويا قبل أن تتهادى المقاولات الصحفية بالجنوب نحو الإفلاس…
