كواليس صحراوية : اسليمان العسري
الحلقة التاسعةعشر : منـدوب الاستجمـام والراحـة الذاتيـة
أعتقد بأن الكثير من مناديب ومديري المصالح الخارجية التابعة لعمالة الإقليم سيحسدون صاحبنا مندوب مديرية الإنعاش الوطني على مهمته التي يطبعها الكسل والخمول في العمل بسبب التخمة في الراحة والرتابة المفضيتين للاستجمام المطلق، مما نتج عن كل ذلك الإحباط والتخبط اللاإرادي الذي يسكن سعادته، فالأمور التي تزيد عن حدها تنقلب إلى ضدها، الشيء الذي يتطلب من هؤلاء التريث قبل إصدار الأحكام، فصاحبنا كان بإمكانه أحسن مما كان لو فكّر قليلا ودرس الملفات بتأن وعمل بجهد أقل لتجنب كل السخط المحيط به من كل جانب، فهو أولا ذو رتبة عسكرية مهمة تخول له استخلاص راتب شهري سمين مع تسريع في تسلق الرتب (اللهم لا حسد)، ثانيا توفر له عمالة الإقليم سكنا لا بأس به مجانا، ثالثا يتنقل بسيارات الدولة في جميع الاتجاهات دون التفكير في تأمين أو ضريبة أو غلاء أسعار المحروقات وغيرها، رابعا التعويضات عن كل خطوة يقدم عليها…غير أن شهيته فاقت حدود المعقول وتجاوزت القوانين التي تحكم القطاع وأصبح يتصرف في بطائق الإنعاش وكأنه يلهو بلعبة (الضامـة المغربيـة الشهيرة) يزيل نصفا عن المسفيد(ة) x ويحوله للمستفيد(ة) y، وعندما (يضيم صاحبنا) ينزع بطاقة عن زيد وتذهب لجهة غير معلومة ولايمكن محاسبته بشأنها، وقد نسي بأن مهمته الأساس حل المشاكل العديدة التي يتخبط فيها القطاع والتفكير في بدائل مشجعة لعاملات وعمال القطاع وإبداع أفكار قد يستفيد منها القطاع مركزيا، من قبيل (التقاعد، الحوافز، البطاقة الرئيسية، الترقية…)، لربما قد أكون خاطئا في هذه الخرجة، لأنه باستحضار هرطقات سعادته وحركاته البهلوانية هاته وتعنته اللامسبوق ومظلة مرؤوسيه الحامية، أجدني مضطرا لإعادة النظر في قولي، وتلتقط وزارة الداخلية إشارة صاحبنا العبقرية وتغير من اسم المديرية التابعة لها، وتختار لها اسما هو الأقرب تقريبا لمهمته (مديرية الراحة والاستجمام)، وكفى الله المؤمنين شر القتال.
عذراً التعليقات مغلقة