كواليس صحراوية : اسليمان العسري
الحلقـة السادسـة عشـر : المنـدوب وتَـوَرُّمُ ذاتـه
مادامت المناسبة شرط، ومادام صاحبنا مستمر في غيِّه وشطحاته، فلا بأس من إحاطته بمعلومة ربما لم يسمع عنها يوما، عساه يعمل بنصيحتنا تتعلق بالطب العصبي، ويشد الرحال لطبيب أعصاب (ما بغينا ليه غير الخير، على حد قول ابن كيران مخاطبا الشعب)، فهذا التورم الذاتي الذي ثبت معاناة صاحبنا معه بسبب ما يجري من أحداث أمام مكتبه الكئيب، وهذه الحالة المفضية للفشل والتي طبعت تصرفات صاحبنا تنجم عن عاملين اثنين لا ثالث لهما: أولا، الفراغ الأصلي الذي تعاني منه ذاته، ثانيهما ذاته المتورّمة لا تتحرك في فضاء فارغ، وإنما قدَرها الاصطدام بذوات متوّرمة أخرى من داخل عمالة الإقليم وما يدور حول فلكها.
ولعل بوادر هذا المرض تظهر على ملامحه عند كل قدوم له لعمالة الإقليم وإلقاء نظرة الازدراء على المعتصم التي تخفي الكثير من المعاناة نتيجة الإدمان على الشطحات في المواقف والتسيير والتدبير، ومن شدة تورم ذاته انتقلت العدوى هاته (حفظ الله الجميع منها) إلى مسؤولين آخرين وخاصة قائد المقاطعة الثانية، فبعد اطمئنانه على مرور سحابة التنقيلات والانتقالات والعقوبات بسلام وبترقية غير مستحقة، بدأ هو الآخر محاولا التأثير واستفزاز المعتصمات من خلال مطالبتهن بعدم الاستظلال بحائط العمالة القصير (في كل شيء) من أشعة الشمس والعودة لمكانهن والذي يفصله شارع عن عمالة الإقليم (أي فُوتْ النفوذ الترابي التابع لمقاطعتي) وكأن هذا النفوذ يعود لملكيته، وذكرتني هذه الواقعة بحدودنا مع الشقيقة الجزائر، وليس دول أخرى هولندا وبلجيكا، الولايات المتحدة الأمريكية وكندا…
عذراً التعليقات مغلقة