كواليس صحراوية : اسليمان العسري
عرفت اليوم الأحد 24 يونيو 2022 شواطئ الوطية (والتي تبعد عن مدينة الطنطان بحوالي 25 كيلومترا) إقبالا منقطع النظير من حيث عدد المصطافين الباحثين عن الاستجمام ورطوبة الجو، بفعل درجات الحرارة المرتفعة التي تعرفها المدينة هذه الأيام في ظل موجة الحر التي تضرب أغلب مدن المغرب.
ويُعد شاطئ (لمخيريـب) أفضل شواطىء الوطية على الإطلاق (وقلة من أبناء الطنطان يعرف هذه الحقيقة التاريخية والجغرافية، ويحمل ذكريات الطفولة والشباب بهذا الشاطئ أصياف ثمانينيات القرن الماضي)، فموقعه الجغرافي وجمالية وسحر مياهه وشاطئه الممتد المغري بلعب كرة القدم ومسبحه الطبيعي بين الصخور الشاطئية وهدوء مكانه… كلها عوامل تجعله يتسيّد شواطىء الوطية بما فيها الرئيسي وقبلة الجميع (الوقـاية)، واليوم لحظة وصوله تصطدم بالكم الهائل من السيارات المصطفة قربه، مما يعني عددا كبيرا من المصطافين أفرادا وأسرا تختار هذا الشاطئ وهذا المكان استمتاعا بتأثير أشعة الشمس الإيجابي والسباحة في المياه الباردة والابتعاد عن الضوضاء والضجيج والازدحام.
لكن، لكن المثير بمجرد الوصول للشاطئ هو لوحة إنذارية مرفوعة طالها الصدأ مكتوب عليها ( شاطـئ غير محـروس) وكأني بالمسؤولين قد قاموا باللازم ووجدوا حلا ومخرجا من جانب تحمل مسؤولية حدوث غرق أو مشكل ما، غير أنهم تناسوا بأن الشاطئ الرئيسي (الوقايـة) لا يتحمل هذا العدد الكبير من المصطافين الذي تشهده الوطية هذه الأيام، إضافة إلى أكوام القمامات المنتشرة في الشاطئ، زد على ذلك غياب المنقذين السباحين ورجال الأمن، والأكثر من هذا تغييب التهييئ القبلي للشاطئ كما هو الحال مع الشاطئ الرئيسي، كل هذا يعطي الانطباع الواضح والصريح بأن المجلس الجماعي للوطية غير مكترث للأمر ولا يعي أهمية أمر (اللـواء الأزرق) أو ربما لم يسمع عنه يوما ما، الشيء الذي ينذر من البدايات بأن المجلس الحالي سيُعيد تدبير وتسيير المجلس كما المجاس قبل الماضي، لا خطط لا برامج لا مشاريع لا هم يحزنون…الحفاظ على مكتسبات الأعضاء أرضا وجوا وبحرا وتنميتها أكثر فأكثر تعويضا للنقص الحاد الذي يعانون منه ثقافيا وسياسيا وعلميا وتدبيريا للشأن العام.
عذراً التعليقات مغلقة