كواليس صحراوية : اسليمان العسري
سَبَقَ انعقاد دورة اليوم الاستثنائية مجموعة توقعات وآراء من هنا ومن هناك تصب في اتجاه الفشل وعدم اكتمال النصاب القانوني، مما يؤكد فرضية حملة منظمة غير مباشرة تُشنّ ضد رئيس جماعة الطنطان باستغلال حسابات على الفضاء الأزرق الافتراضي (أغلب أصحابها لا يميزون بين أركان الجملة)، والجميع كان يترقب وينتظر لحظة انعقادها ليقف على ما يدور من أخبار مسربة حول وجود خلافات داخل الأغلبية نفسها والتي لا يمكن نفيها أو تأكيدها (لا دخان بدون نار) نظرا لغياب المعلومة، وهو ما يؤكد ما قلناه سلفا من ضرورة عقد ندوات صحفية للمجالس الجماعية على الأقل بصفة شهرية لتمكين المواطن من متابعة الشأن المحلي بكل واقعية، ومصالحة أيضا مع الأقلام والمواقع الصحفية الحرة النزيهة بالإقليم للقطع مع موروث المجالس السابقة السلبي، لتنعقد جلسة الدورة الاستثنائية اليوم الخميس 21 يوليوز 2022 (حسب الكيفيات المنصوص عليها في المادتين 35 و 42 من القانون المنظم) في جو بلغت درجة حرارته (38) ليغير الرئيس المكان المعتاد لانعقاد الدورات نحو أسفل مبنى البلدية كسرا لشدة الحرارة، بعدها لوحظ غياب باشا المدينة بسبب المرض فناب عنه أحد القياد، كما تم تسجيل حضور (بمراعاة سجل توقيعات الأعضاء الاعتيادي) 11 عضو(ة) من الأغلبية مقابل غياب 9 أعضاء، إضافة لحضور 5 أعضاء من المعارضة مقابل غياب 6 أعضاء، كما تم الإجماع على إحدى العضوات للقيام بدور كاتب الجلسة نظرا لغياب كاتب المكتب الجماعي ونائبه، ليتم التداول في تسع نقط بالغة الأهمية لها انعكاس إيجابي في حالة تطبيقها والمصادقة عليها بإجماع الحاضرين، كما فتحت الجلسة في وجه العموم لتشهد حضور عدد من الفاعلين الحقوقيين والمتتبعين للشأن المحلي.
ويعزى غياب عدد مهم من أعضاء المجلس لظرفية انعقاده الغير ملائمة بسبب التزام أغلبهم بعدد من المناسبات العائلية (زواج، حج، سفر…) أو الرفض المعلن الصريح، إلا أن الأمر لا يبرر إمكانية نشوب خلافات خفية وفي الكواليس داخل الأغلبية لأسباب شخصية محضة لا علاقة لها بتسيير الشأن العام أو مصلحة البلدة، مصاحبة لغياب انسجام داخل المعارضة يجانب أيضا الصالح العام، لكن ما يشد الانتباه ونحن بصدد قراءة تحليلية لوضعية المجلس الجماعي هذا هو التساؤل المنطقي : ماذنب هذه الفئة العريضة من الساكنة والتي صوتت لزيد أو عمر مما يجري من مراهقة سياسية يعزف على وترها بعض الأعضاء المخبرين للعمل السياسي على الاقل محليا وسبق لهم وأن أداروا الشأن المحلي لسنوات عجاف؟ وهل شد الحبل (في هذه الفترة الحرجة التي يعرفها الإقليم، وخاصة والساحة حبلى بالوقفات والاحتجاجات : المعطلين، عاملات وعمال الإنعاش الوطني…) عن طريق الانسحاب أو عدم الحضور سيؤتي أكله ونتائجه الإيجابية بالنسبة للساكنة ذات الانتظارات الكبرى (مع عدم تغييب تجارب البلوكاج جهويا، وتمرير قانون التقاعد وطنيا)؟.
عذراً التعليقات مغلقة