كواليس صحراوية : العيون
شهدت إحدى المؤسسات التعليمية الخاصة بمدينة العيون، نهاية الأسبوع الماضي، تنظيم مسابقة رقمية تهدف إلى تحفيز الإبداع والتفوق لدى التلاميذ، غير أن نتائجها أثارت موجة استياء واستنكار في صفوف عدد من أولياء الأمور والمتابعين، خصوصًا بعد إعلان فوز أحد التلاميذ بالمرتبة الأولى، في وقت كان فيه تلميذ آخر قد حظي بتفاعل واسع من الجمهور.
وقد عبّر والد التلميذ الذي احتل المرتبة الثانية، إلى جانب عدد من المتضامنين، عن استغرابهم مما وصفوها بـ”النتائج غير المنصفة”، مؤكدين أن ابنهم حصد نسب مشاهدة وتفاعل قياسية عبر منصات التواصل الإجتماعي، من خلال مشاركات متعددة وإعجابات جاءت من حسابات حقيقية داخل المغرب، ساهمت في التعريف بالمؤسسة وإنجاح المسابقة على نطاق رقمي واسع.
غير أن المفاجأة حسب تعبيرهم، تمثلت في فوز تلميذ آخر بالمرتبة الأولى، رغم ضعف التفاعل مع محتواه، ما اعتبروه مؤشرًا على “التلاعب بالنتائج” عبر ما وصفوه بـ”شراء الإعجابات” من حسابات وهمية أغلبها من خارج المغرب، وهو ما أثار تساؤلات حول معايير التصويت والرقابة على المسابقة.
في هذا السياق، تداول أولياء أمور متضامنين مع التلميذ صاحب المركز الثاني تدوينات ومقاطع توثق حجم التفاعل، مشيرين إلى أن ما حدث “يُفقد المؤسسة مصداقيتها ويضرب في عمق القيم التربوية التي ينبغي أن تُبنى على الاستحقاق والنزاهة”.
الأمر لم يتوقف عند حدود الاستنكار الرقمي، بل أكدت بعض الأسر أنها تدرس بشكل جدي إمكانية نقل أبنائها إلى مؤسسات تعليمية أخرى، ترى فيها قدرًا أكبر من الشفافية والمصداقية، معتبرة أن ما وقع يُعد سابقة خطيرة في سياق تربوي يُفترض أن يُكرّم فيه الجهد والتميز الحقيقي لا المُفبرك.
وفي انتظار توضيح رسمي من إدارة المؤسسة التعليمية المعنية حول آلية التقييم والمعايير المعتمدة، يظل هذا الجدل مفتوحًا على احتمالات متعددة، أبرزها فقدان الثقة في مبادرات تربوية مستقبلية إن لم تُعالج هذه الواقعة بجدية وشفافية تامة.
عذراً التعليقات مغلقة