كواليس صحراوية : طانطان
شاركت دولة الإمارات في حفل الافتتاح الرسمي للدورة السادسة عشرة من موسم طانطان الثقافي الذي أقيم مساء أمس في طانطان بجنوب المغرب، تحت رعاية جلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية الشقيقة، وبحضور عدد من الوزراء وكبار المسؤولين وجموع غفيرة من الجماهير.
وأكد معالي فارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي رئيس الوفد الإماراتي عمق العلاقات الأخوية والتاريخية الراسخة التي تربط بين دولة الإمارات والمملكة المغربية، والتي أرسى جذورها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والملك الحسن الثاني “طيب الله ثراهما” وحرصت قيادتا البلدين الشقيقين على تعزيزها نحو آفاق أوسع بكافة المجالات بفضل التوجيهات السامية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” وأخيه جلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية الشقيقة.
وأشار إلى أن دولة الإمارات تدرك أن التطلع للمستقبل لا يتحقق إلا من وحي التراث والتمسك بالعادات والتقاليد والمحافظة عليها كونها جزءا مهما يرتبط باستشراف المستقبل ضمن المتغيرات الثقافية والتطورات في مختلف المجالات.
وقال معاليه إنه بما أن الثقافة بما تحويه من مفردات تشكل مرآة الشعوب، فقدت أولت دولة الإمارات هذا الجانب أهمية بالغة، كون الثقافة هي اللغة المشتركة التي تجمع الشعوب وتقربها، وثقافة الشعب الإماراتي تحديدا مرتبطة بشكل وثيق بالصحراء، وما تختزله من قيم وسمات متجذرة في العطاء والكرم والتسامح، ومفردات تغلف سمات المواطن الإماراتي المعتز بهويته المنتمي لوطنه المفتخر بقيادته.
وأضاف أنه حرصا على صون الإرث الثقافي، تقدمت دولة الإمارات للمرتبة السابعة عالمياً بعدد العناصر المدرجة في قائمة “اليونسكو” للتراث الإنساني غير المادي، لتعكس جهود الدولة في الحفاظ على التراث الإنساني الثقافي المعنوي الخاص أو المشترك مع المملكة المغربية وأشقائها في المنطقة.
وقال معالي فارس خلف المزروعي: “اصبح موسم طانطان اليوم عنوانا لالتقاء الثقافات وتسليط الضوء على التراث الصحراوي الذي يحتفي بالثقافة البدوية وفراسة أهلها من خلال صون مختلف أبعاد الحياة اليومية كوسيلة للتنمية، فالتراث الشعبي جزء مهم من تاريخ الشعوب، فهو جسر للتواصل بين الأجيال وتجسد مشاركتنا السابعة عمق العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات والمملكة المغربية والشعبين الشقيقين”.
وأضاف معاليه: “تعد مشاركة دولة الإمارات في موسم طانطان هذا العام تحت شعار ” تثبيت للهوية ورافعة للتنمية المستدامة تزامنا مع عام الاستدامة، الذي أعلن عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” تحت شعار “اليوم للغد”، فرصة لتسليط الضوء على تراث الإمارات الغني والمتنوع في مجالات الممارسات المستدامة، بينما نستعد لاستضافة العالم بدولة الإمارات نوفمبر المقبل في الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28”.
واختتم كلمته قائلا: “نأمل من خلال مشاركتنا تعزيز العادات والتقاليد والطموحات المشتركة واطلاع الجمهور على الموروث الإماراتي على مدار أيام الموسم وإيصال رسالة دولة الإمارات الحضارية والإنسانية لاسيما أن الإمارات أصبحت منارة للإشعاع الثقافي والحضاري، ورمزا للتقارب بين شعوب العالم، إذ تتعايش على أرضها أكثر من 200 جنسية تجمعها قيم الخير والتسامح.
من جانبه أكد معالي مهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل في المملكة المغربية ، أن دولة الإمارات والمملكة المغربية يجمعهما علاقات أخوية وتاريخية وثيقة ، مشيرا إلى أن مشاركة الإمارات في هذه التظاهرة الثقافية والتراثية البارزة تأتي تجسيدا لعمق هذه العلاقة والحرص على تعزيزها في المجالات كافة.
من جهته أكد محمد فاضل بنيعيش، رئيس مؤسسة ”الموكار” المنظمة لموسم طانطان الثقافي أن دولة الإمارات شريك أصيل في نجاح موسم طانطان الثقافي حيث تشارك للمرة السابعة على التوالي في الموسم وذلك تأكيدا على العلاقات الراسخة التي تجمع بين البلدين.
وتضمن حفل الافتتاح الرسمي لموسم طانطان فعاليات متنوعة شملت عروض من “التبوريدة” ولوحات فنية تراثية شارك فيها أهالي مدينة طانطان وعكست الإرث الغني لأهل الصحراء والعادات والتقاليد المغربية الأصيلة.
عذراً التعليقات مغلقة