كواليس صحراوية : اسليمان العسري
تحت شعار : ”تحية عالية للاستمرارية النضالية“
لكل تاريخ يُحكى عنه، والمنظمة بصمت تاريخا كغيرها من الاطارات النقابية، لها ما لها و عليها ما عليها، لكنها لم تخدع ولم تغدر ولم تجامل ولم تنافق من أجل دريهمات معدودة…
لليوم النضالي 68 بعد 100 لازال عمال وعاملات الإنعاش الوطني بالمنظمة الديمقراطية للشغل بالطنطان يواصلون اعتصامهم من أمام مقر عمالة الطنطان بغية حلحلة ملفهم و إيجاد حلول عادلة ومشروعة لمطالبهم والمتمثلة بالأساس في إرجاع البطائق المنتزعة و ردها إلى أصحابها بدون قيد أو شرط وبأثر رجعي.
منذ تأسيسها عملت المنظمة الديمقراطية للشغل بالطنطان على رسم تصور جديد للعمل خاص بها، قد يشابه البعض، لكن تختلف مع البعض الآخر في توجهاتها و تصوراتها للأمور، فقامت منذ تأسيسها محليا بإصدار بيانات نارية مرتبطة بقطاع التعليم والمشاركة في الوقفات الاحتجاجية والمسيرات التي تنظم في إطار قطاع التربية والتعليم، وبصمت بمداد من ذهب، ولم تخن العهد الذي قطعته على نفسها ألا و هو الدفاع عن مصلحة نساء و رجال التعليم، ولعل آخرها نضال التوقيت المكيف الذي تم إقراره بعد نضالات مستميتة رفقة إطارات نقابية أخرى.
وعقب التفكير في توسيع عمل المنظمة محليا استقطبت عمال في قطاعات أخرى لتأسيس مكاتب نقابية من قطاعات شتى، ثم تشكيل الاتحاد المحلي للمنظمة الديمقراطية للشغل بالطنطان، الذي كان فعالا و نشيطا طيلة السنوات الماضية، خاصة مع كراء مقر بزنقة أكادير، الشيء الذي منح المنظمة الفرصة لعقد الاجتماعات و الاعتصامات والاضرابات عن الطعام والندوات واللقاءات التضامنية مع ثلة من الإخوة و الأخوات الذين كانت تربطهم علاقة وطيدة بالمنظمة و لازالت، كما كان هذا المقر متنفسا – لا ينكره إلا جاحد – لعدد كبير من تنسيقيات المعطلين المحليين و المعطلين الصحراويين بالطنطان و تنسيقيات أخرى قطاعية وجمعيات مجتمع مدني فاعل، ولعل نصيب الأسد من هذه الاجتماعات و الاعتصامات كانت تصب في قطاع جد حساس، استطاعت المنظمة الديمقراطية للشغل بالطنطان الأخذ فيه و الالتفات لمنتسبيه و مواجهة والوقوف ضد سوء تسيير وبطش مسؤوليه، إنه قطاع الانعاش الوطني بالطنطان والذي لازال بعض عماله وعاملاته مرابطين من أمام مقر عمالة الطنطان لما يقارب 6 أشهر بدون كلل و لاملل، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على نزاهة المناضلين بالمنظمة الساهرين على تسيير هذا المعتصم والقادرين على الثبات في مواقفهم، ولو كانوا انتهازبين -كما يدعي البعض -لما طال هذا المعتصم و لسحب البساط و لبيعت القضية في السوق السوداء منذ الوهلة الأولى، لكن ضريبة النضال قاسية والمناضلون الشرفاء لايعبهون بما يُقال ويُجتر من كلام، و إلا لتركت الساحة للغوغائيين ليتسيدوها و يعيثوا فيها ضربا باليمين و الشمال، لكن المنظمة آثرت على نفسها أنها ستبقى صامدة في وجه أي تجبر كيفما كان نوعه.
إن المنظمة الديمقراطية للشغل بالطنطان شاركت في العديد من أعياد الشغل أو مايطلق عليه فاتح ماي، بمعية المعطلين و ذوي الاحتياجات الخاصة وكل من كان يأمل في التعبير عن رأيه بكل حرية، وبهذه المناسبة لا يسعنا من داخل الاتحاد المحلي للمنظمة الديمقراطية للشغل بالطنطان إلا أن نشكر كل تنسيقيات المعطلين الذين وضعوا ثقتهم في هذا الإطار الفتي، و شاركوا معها في العديد من الندوات و الاضرابات و الوقفات الاحتجاجية و احتفاليات فاتح ماي أيضا، هم الذين أبدعوا في ترديد شعارات قوية يتم التوافق عليها قبلا بمقر المنظمة، وهم الذين سيروا و نظموا و كانوا أكثر حرصا من المنظمة كي تمر المسيرات و المهرجانات الخطابية في ظروف جيدة، هؤلاء المعطلون فُتحت لهم أبواب (الزاوية) أي مقر المنظمة الديمقراطية للشغل بالطنطان لاستغلاله مساء صباح دون رقابة أو وصاية من المنظمة أو تقديم طلب لاستغلاله، لقد اعتبرتهم المنظمة جزءا منها فأصدر ت البيانات الواحد تلو الآخر، بيانات تضامنية ضد التعسف والتدخل الذي كان يطالهم بين الفينة و الأخرى، والآن نسمع من يقول أن المنظمة ارتمت في أحضان المخزن، المنظمة كإطار نقابي يحكمه دستور المملكة تتواصل مع المسؤولين متى كانت أبواب الحوار مفتوحة، وتعمد إلى تجسيد الأشكال النضالية من اعتصامات و وقفات و بيانات و مسيرات كلما دعت الضرورة لذلك.
في أحد أعياد الشغل أو ما يحلو للبعض تسميته بفاتح ماي، كان من المقرر أن تشارك مجموعة من تنسيقات المعطلين بمعية المنظمة في ذاك العام، لكن وقع اختلاف حول لافتة معينة تم تعليقها في المنصة الشرفية (وهي بالمناسبة لافتة معتمدة للمنظمة في جميع فروعها بالمملكة، أي صادرة عن المكتب الوطني) التي سينظم فيها المهرجان الخطابي، تشبت الإخوة و الأخوات بالمنظمة بتعليق اللافتة، بينما رفضتها أغلب التنسيقيات وانسحبوا وهذا من حقهم (وهنا نفتح القوس فأغلب متتبعي المنظمة محليا كانوا يعتقدون بأن مسيرات فاتح ماي للمنظمة لن تنجح بدون المعطلين والمعطلات)، والمنظمة احترمت رأيهم و مرت المسيرة و مر المهرجان الخطابي في أحسن الظروف، ولم تتأثر علاقة المنظمة بالتنسيقيات بل في اليوم الموالي تم الاتصال من أجل استغلال المقر قصد عقد اجتماع خاص باحدى التنسيقيات وتمت الموافقة دون قيد أو شرط، أما عشية فاتح ماي فقد تواصل أحد المسؤولين مع المنظمة ليستفسر عن سبب انسحاب المعطلين فكان جواب المنظمة قطعيا وواضحا ” ذاك شأن داخلي بين المنظمة و تنسيقيات المعطلين ولادخل لأي كان فيه ” و انتهى الموضوع (أوفات لخبار).
* أهذا_هو _الارتماء_بين_أحضان_المخزن.
“إن لم تستح فاصنع ما شئت”
أما قضية المنظمة مركزيا والدعم المادي، فالمنظمة الديمقراطية للشغل بالرباط ليست من النقابات الأكثر تمثيلية كي تحضى بكعكعة دعم مايقرب مليار و 500 مليون من الحكومة، بل هو رقم يقتسم بين النقابات الأكثر تمثيلية، والمنظمة ليست منهم لأنها لم تبلغ العتبة، أما محليا فالمنظمة بالطنطان كباقي الجمعيات و النقابات وحتى الأحزاب السياسية، قد تكون عليها التزامات تصل إلى أشهر عديدة من أداء سومة الكراء، لكن بفضل مناضلين و مناضلات يؤدون من قوت أولادهم ويساهمون بشكل طوعي قصد المحافظة على مقر المنظمة الديمقراطية للشغل بالطنطان، بالطبع لدينا إكراهات و عجز، لكن لازال الأخوة و الأخوات صامدون و مؤمنون بخط المنظمة النضالي، الشيء الذي سيبقي هذا المقر معلمة شامخة و ملاذا “آمنا” لكل الطبقات الكادحة و المطالبة بحقها، وعندما تعلموا بأن المنظمة دخلت للنقابات الأكثر تمثيلية فآنذاك حق لكم الحديث عن الأموال و المصاريف والمداخيل وهلمجرا …
“” لايمكن تغطية الشمس بالغربال “”
من مبادئ المنظمة الديمقراطية للشغل بالطنطان الوضوح و الشفافية ونشر جميع أنشطتها و بياناتها و اعتصاماتها ووقفاتها في صفحات عدة فيسبوكية، وتتقاسمها معنا مجموعة من المنابر الإعلامية الحرة و النزيهة والتي بالمناسبة نشكرها و نحييها على نشر التقرير اليومي لمعتصم العزة و الكرامة الذي وصل ليومه 168، فنحن داخل المنظمة لانؤمن بالاسماء المستعارة و المزيفة و لا نتتبع عورات الناس و لا نوهم الآخر بالنضال و النضال، و نبقى قابعين خلف الفضاء الأزرق لنحرض و نحرض و ننشر و نضرب في زيد أو عمر، المنظمة إذا ارادت أن تنشر شيئا تدرسه وتتدارسه مع المناضلين و المناضلات وتنشره في موقعها، و لاتخجل من أي شيء لأنها تشتغل في إطار القانون و تعرف ما لها و ماعليها، لكن كما يقول المثل “كل إناء بما فيه ينضح “.
عن الاتحاد المحلي للمنظمة
الديمقراطية للشغل بالطنطان.
عذراً التعليقات مغلقة