كواليس صحراوية : بقلم / فيصل رشدي
هكذا عاشت سيدي الغرب، جميلة، هادئة، رائعة، فطبيعة أهلها البساطة.
وبعودتنا إلى الموسم الذي يقام في سيدي يحيى الغرب، كان هناك رجال الخفاء الذين يقومون بكل الأدوار ، على رأسهم الحاج لحبيب ولد الخطاط وعمر الركيبي وبكار وسلامة وعلي ولد الصغير وإبراهيم ولد ميارة والحاج إبراهيم و غيرهم.
كان يحضر في الموسم زوار آخرون من مدن أخرى مثل مدينة سلا وتيفلت و مكناس. حيث يتخلل هذا الموسم شعيرة ذبح بقرة أمام الزائرين، الذين يفرحون لرؤيتهم لهذه الشعيرة. لاننسى الدور الكبير الذي تلعبه المرأة في موسم سيدي يحيى الغرب، خاصة المرأة المسؤولة عن إعداد الطعام والتي كان يطلق عليها اسم الخالة دامية،؛ وهي من حفدة الولي الصالح سيدي رحال البودالي. كانت دامية تضع اللحم في إناء كبير مليء بالماء ثم تضع الكسكس في الأواني الخاصة به حتى يطهى وفي النهاية يوضع في صحون كبيرة تزينها أنواع الخضر.
لم يكن الأب الفاضل أمبارك بوجخان إلا واحدا من هؤلاء الذين تم ذكرهم، فقد شارك في كل المواسم التي كانت تقام في سيدي يحيى الغرب وكان من أهم المساهمين فيها.
إذ نسلط الضوء، على طبيعة عمل أمبارك بوجخان كقهوجي، يتردد بين الفينة والأخرى على سوق الثلاثاء بمدينة سيدي يحيى الغرب، وظل به سنوات، حتى ربط علاقات وطيدة مع جيرانه من الباعة وعلى رأسهم إدريس بائع الخضر، والذي ترك انطباعا حسنا لدى الأب أمبارك بوجخان، فظل كأخ له.
وفي ظل هذه الصداقة بين الرجلين، كان يتردد الطفل الصغير إبراهيم صدقي الأخ غير الشقيق لإدريس بائع الخضر عليهما. وكان إبراهيم آنذاك يدرس بالمرحلة الابتدائية، وكان يشكو لأخيه إدريس معاناته مع ظروف الحياة الصعبة. فربط إبراهيم صدقي علاقة مع أمبارك بوجخان، والذي شرح له إبراهيم صدقي أحواله وظروفه الصعبة. فأخذ أمبارك بوجخان الطفل الصغير إبراهيم إلى منزله الصغير كان وقتذاك الأب أمبارك بوجخان متزوج من إيزة بنت محمد الأعرج بوعمود والتي اتخذت الطفل إبراهيم صدقي ابنا لها. فمكث عندهم حوالي السنتين بسيدي يحيى الغرب.
….
