المشهد السياسي ببوجدور بين مد وجزر قبل الإنتخابات

Devlop Design13 أغسطس 2021آخر تحديث :
المشهد السياسي ببوجدور بين مد وجزر قبل الإنتخابات

قبل أيام قليلة على حلول موعد الإنتخابات الجماعية والتشريعية والجهوية المقرر إجراؤها في سبتمبر. المقبل يتشكّل مشهد سياسي جديد متقلب ومفتوح على كل الإحتمالات بفعل هشاشة الأرضية التي تقوم عليها الممارسة السياسية في مدينة بوجدور خاصة بعد فك توافقات سياسية قديمة وتشكل تحالفات جديدة بنيت في السر وكذلك ترحال سياسيين من حزب إلى حزب آخر.

ويوم أمس عمد رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش إلى إقصاء الملياردير حسن الدرهم من تمثيل الحزب في الإنتخابات التشريعية بمدينة بوجدور وبدلا عنه قام بتزكية إبن بوجدور البرلماني السابق إبراهيم خيا وكيلا للائحة الحزب للإستحقاقات التشريعية بالدائرة الإنتخابية بوجدور.

تزكية حزب الأحرار لإبن بوجدور إبراهيم خيا شكل صدمة على مستوى الرأي العام الجهوي خصوصا أن هذا الأخير يعتبر من الركائز الأساسية لحزب السنبلة بقيادة الملياردير ختار الجماني.

ولا شك أن دخول إبراهيم خيا الحلبة عبر بوابة حزب الحمامة سيشكل عاملا جديدا و مؤثرا في العملية الإنتخابية و نتائجها و سيدفع إلى رفع مستوى المنافسة على الصعيد الجهوي إلى أقصاها و ذلك عبر تقوية جناح الجرار / الحمامة ضد الإستقلال في صراعهم على مقاعد جهة العيون الساقية الحمراء.

ويعتبر كثير من المراقبين المتخصصين في الشأن الإنتخابي أن إنتقال إبراهيم خيا إلى الأحرار ما كان ليتم لولا مباركة عراب الحركة الشعبية بالصحراء ختار الجماني و ذلك في محاولة لتحجيم التحالف الخفي بين قطبي بوجدور الإستقلالي عبدالعزيز آبا و البامي عبدالله الدبدا.

وحسب تسريبات متواترة فإن تحالف بين الإستقلالي عبد العزيز آبا و البامي عبد الله الدبدا ببوجدور يتجلى أساسا في تمكين حزب الميزان من المقاعد المحصلة من طرف جرار بوجدور في الإنتخابات الجهوية مقابل تمكين أحد أفراد عائلة الدبدا من فائض أصوات المستشارين الجماعيين في إقتراع مجلس المستشارين عن الجماعات الترابية و التي من المنتظر أن يحصد ميزان الجهة على غالبية أعضاء جماعاتها.

ودليل هذا التنسيق تجلى قبل يومين في تقديم نائب رئيس مجلس المستشارين في الولاية السابقة أحمدو الدبدا لإستقالته من حزب الجرار و إلتحاقه بحزب التقدم و الإشتراكية والدافع حسب نفس المراقبين هو التخوف من مصير ممثل حزب الحصان في الإنتخابات الماضية والذي حرمه الحزب مركزيا من التزكية من أجل تعبيد الطريق للدكتور بيد الله محمد الشيخ حتى يزف لمجلس المستشارين بصفر مجهود.

هذه المستجدات دفعت بالجماني مايسترو تكتل خصوم الميزان بالجهة الى إحداث تغييرات على مستوى تمركز أحصنته في المواجهة المرتقبة بحيث اقحم ابراهيم خيا في السباق الإنتخابي بأحد لوني الحزب حتى يقوي حظوظهم في كسر شوكة الحلف البوجدوري المذكور وحتى تتحقق أمنية رئيس هولدينغ أكوا عزيز اخنوش في الحصول على نصف مقاعد جهات الصحراء في أفق الوصول الى رئاسة الحكومة.

وأكدت مصادر أخرى ملمة بالشأن السياسي المحلي ببوجدور بأن تغيير حسن الدرهم بمنجل السنبلة السابق إبراهيم خيا قد تكون وراءه جهة مختصة في سبر آراء الناخبين و تحليل المعطيات والتي قد تكون أظهرت عدم قدرة جناح الحمامة على التحليق عاليا في سماء الكلتة و لمسيد دون الإستعانة بإبراهيم خيا رغم ضعف مردوديته في ولايته البرلمانية السابقة بحيث تؤاخذ عليه ساكنة بوجدور إستغلال الصفة التي مكنوه منها لفائدته عبر إنشاء مقاولة و الحصول على صفقات جاوزت مردوديتها الثلاثة ملايير من وزارتي التجهيز و الإسكان وشركة فوسبوكراع.

والرمال المتحركة عبارة عن خليط من الرمال مع عنصر آخر و يظهِر هذا الخليط للعيان وكأنه صلب من الخارج ولكن إذا تعرض لضغط إضافي فسينهار بشكل سريع وهكذا حال المشهد السياسي الحالي بمدينة بوجدور.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة