كواليس صحراوية : اسليمان العسري
لأول مرة في تاريخه، وبعد انضمامه للاتحاد الإفريقي لكرة القدم 2003، يتمكن الفريق القمري من المشاركة في كأس أمم إفريقيا والمنظمة حاليا بدولة الكاميرون، محققا بذلك نتائج جد إيجابية من خلال ضمان التأهل لثمن نهائي البطولة بحصوله على ثلاث نقط عقب انتصار وخسارتين في دور المجموعات مسجلا أربعة أهداف مقابل خمسة أهداف دخلت مرماه، وهو ما عجزت عنه فرق مرشحة للظفر بالكأس وعلى رأسها بطل إفريقيا في النسخة الأخيرة، لتضعه القرعة في مواجهة المنتخب المنظم أمام جمهوره وبقواعده منتخب الكاميرون، وبرغم الظروف الصعبة جدا والتي وقفت ضده في هذه المجابهة اللامتكافئة في غياب مجموعة لاعبين قمريين بسبب إصدار قانون جديد يمنع اللاعبين أصحاب النتيجة الإيجابية أو السلبية لاختبار كوڤيد من اللعب، وهو الأمر الذي تسبب في إبعاد كل حراس المرمى ومجموعة لاعبي جزر القمر من المنافسة في هذه المباراة الحاسمة أمام الكاميرون، زد على ذلك طرد عميد فريق منتخب جزر القمر في الدقائق الأولى للمباراة، ورغم كل ذلك استطاع الفريق القمري أن يقف ندا أمام الكاميرون وبدون نقص مكررا محاولات عدة أمام المرمى باءت بالفشل، وظل الفريق متراص الصفوف إلى آخر دقيقة من المباراة تاركا رئيس الاتحاد الكاميروني إيتو اللاعب السابق يضع يديه على رأسه في آخر الثواني غير مصدق لما يحدث، وقد أبان الفريق القمري حقيقة عن روحه القتالية ولياقته البدنية العالية، ولولا اللقطة التي أثارت انتباه العالم من خلال دفاع حارس المرمى (لاعب الدفاع) والذي وضع يديه خلف ظهره معتقدا بأنه لاعب وليس حارسا لتعادل الفريقان وانتقلا للأشواط الإضافية.
على العموم منتخب جزر القمر خرج من البطولة مرفوع الرأس، ولم يبخل لاعبوه بقطرة عرق من أجل الدفاع عن راية بلادهم، هكذا هي الفرق التي تمثل بلادها أحسن تمثيل، والقادم أفضل.
